-A +A
جبير بن محمد بن جبير
شهدت مدينة الرياض الأسبوع الماضي حدثا مميزا في مفهومه الفني والإبداعي والاقتصادي للأسرة السعودية، فمن خلال معرض الأسر المنتجة التي أقامته كلية التربية للاقتصاد المنزلي والتربية الفنية للطالبات اللواتي على وشك التخرج، وفكرة الأسر المنتجة سبق وأن قامت بها وزارة الشؤون الاجتماعية ونجحت في جوانب ولم تنجح في أخرى، لكن الكلية أقدمت على تنفيذ الفكرة من جديد بعد أن وضعت إصبعها على موضع الخلل، وقامت بتحطيم الأسوار المعيقة عند بعض الأسر وتغيير مفاهيم اجتماعية لا أصل لها ولا منشأ، كما كان لمقدرة الكلية العالية في إدارة وتنظيم المعرض ولمسته الإبداعية وحبكته الفنية أثره في تمرير مفاهيم جديرة بالاهتمام في اقتصاديات الأسرة. أول أيام الأسر المشاركة في المعرض ليست كآخر أيامها فيه، فقد كانت الأسر متوجسة من أمور ما انزل الله بها من سلطان.. أما آخر أيامها فقد أمست فرحة بما قدمت، فخورة بما تركته من انطباع حسن لدى الزائرين عن منتجاتها ورغبتهم الشديدة في اقتنائها، وهذا ما كان يبحث عنه أصحاب الفكرة، وهو ما يحسب لهم أيضا.
من الواجب أن تتحول الأسرة السعودية من أسرة مستهلكة بالكامل إلى أسرة منتجة، ففي هذا التحول سيعتدل الميزان الاقتصادي للأسر، وقد ترجح كفة الإنتاج على كفة الاستهلاك وربما تتطور الأمور إلى أكثر من ذلك، كما عليها أن تعي أنه ليس بالضرورة أن تكون الأسر محتاجة ماديا لكي تنتج.. فالإنتاج إبداع، وتفريغ طاقات، وإشباع رغبات، وخلق فرص وظيفية، فأبناؤنا وبناتنا اليوم تعلموا جيدا، والبيوت مجهزة، الخدمات العامة متوفرة والأسواق مفتوحة وهذه عناصر الإنتاج الأساسية فلماذا لا تستغلها الأسر، وزارة التجارة والغرف التجارية عليها دور كبير ويعول عليها كثيرا في تقديم الإرشادات والتسهيلات لتلك الأسر.

للتواصل ارسل sms الى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 195 مسافة ثم الرسالة